(أعد مادة المسلمين الجدد الشيخ الدكتور فارس المصطفى، إمام وخطيب مسجد الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه)
يمثل هذا الكتاب الصورة الحضارية للإسلام السمْحِ المُعتدل الإنسانى؛ من خلال رصد الأساسيات فى الإسلام لأولئك الذين هَدَى اللهُ قلوبَهم لهذا الدِّين الحنيف، ولا غرْوَ في ذلك؛ فمسجد ومركز الفاروق عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- بدُبي له رسالة فكرية إنسانية إيمانية ثقافية، فكان هذا الكتاب ثمرة لتشابك إرادات طيبة ونوايا صافية لتقديم رسالة الإسلام الصحيحة، ولبيان الضروريات التى يجب على كل مسلم أن يعرفها ويحيط بها، ويُدركها كمدخل لِفَهمِ الإسلام شريعةً وعقيدةً وسلوكاً.
وأخيراً نقول لكل مَن شرح اللهُ صَدره للإسلام لهذا الدين الحنيف: (اللهم ثبِّتنا وإياهم على دِينِك وشريعتك! ربَّنا اشرحْ صدورَنا ويسِّر أمورَنا واجعلنا هُداة مهديين غير ضالين ولا مُضلين آمين)
أركان الإسلام
بُني الإسلام على خمسة أركان، كما أخبر بذلك سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان» [أخرجه البخاري برقم (8)، ومسلم برقم: 19 - (16) ].
1. الشهادتان
وهي المفتاح الذي يَدخل به الإنسان إلى الإسلام؛ فأما الطَرَف الأول منها «لا إله إلا الله» فمعناه أن ينطق المسلمُ بلسانه ويُقرَّ في الوقت نفسه بقلبه بأنه لا يوجد إله إلا الله، وعليه يتوكل المسلم، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أنْ لا خالقَ لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك يُعبد معه.
أما شهادةُ أن محمداً رسول الله، فتعني أن تؤمنَ بأنَّ النبي مُحمداً -صلى الله عليه وسلم- مبعوثٌ رحمةً للعالمين، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، وتقتضي أيضاً أن يُطبِّقَ المسلمُ تعاليم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال فِعل ما أُمر به وترْكِ ما نُهي عنه؛ قال الله -عز وجل- في القرآن الكريم: {ومَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[سورة الحشر، من الآية (7)].
2. الصلاة (إقام الصلاة)
الصلاة هي الصلة بين العبد وربِّه، ولها مكانة عظيمة في الإسلام، وهي أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلَحتْ صلَحَ سائرُ عمله وإن فسدت فسد سائر عمله؛ فهي عمود الدِّين، والمسلم فُرضت عليه خمسُ صلوات يومياً، وغيرُها تطوع. ويجب على كلِّ مسلم أن يؤدي صلاتَه في وقتها المحدد لها، وعلى الهيئة التي علمنا إياها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ إذ يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (أخرجه البخاري برقم (605)، عن مالك بن الحويرث).
3. الزكاة (إيتاء الزكاة)
الزكاة هي عبادة مالية فرَضَها اللهُ على مَن ملك النِصَاب -وهو المقدَّر بخمسة وثمانين غراماً من الذهب- طُهرةً لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا؛ قال تعالى: { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا }[سورة التوبة، من الآية (103)].
مقدارها اثنان ونصف بالمائة لمن مَلَكَ النصابَ وحال على ماله حَوْل قمري كامل. وتُدفع الزكاة للفقراء والمحتاجين، ويَسقط هذا الفرض عمَّن لا يَملك النصاب. ولم يَترك الإسلامُ للمسلم حرية التصرف في هذا المبلغ المستقطع، بل حدَّده في مسالكَ ثمانيةٍ يُمكن للمسلم أن يختارَ أحدها لإنفاق الزكاة؛؛؛
قال تعالى: { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }[سورة التوبة، الآية: (60)].
4. الصوم (صوم رمضان)
أمَّا الصيام فهو صيام شهر رمضان، ويعتبر شهر رمضان موسماً عظيماً تكثُر فيه الطاعات، وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويُجدِّد فيه العبدُ عهده مع الله ويتقرب إليه بالطاعات. ولصيام رمضان فضائل عدَّة، فقد تكفَّل اللهُ لمن صامه إيماناً واحتساباً أن يغفر ذنبه. والمسلم يصوم عن الطعام والشراب والمعاشرة الزوجية -لمن كان متزوجاً- من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. ويَسقط هذا الفرض عمن لايقْوَى على صومه كمرض أو سفرٍ؛ قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ }[سورة البقرة، من الآية (184)].
5. الحج (حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً)
الحج لغةً: هو القصد إلى مُعظَّم، واصطلاحاً: هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة والوقوف بعرفة والطواف بالكعبة المشرفة. وقد فُرض الحج على كل مسلم بالغ يَملك القدرة المالية والبدنية؛ قال تعالى: { وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }[سورة آل عمران الآية (97)]. وقد فرض الله الحج تزكيةً للنفوس، وتربيةً لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن حج هذا البيت فلم يرفُث ولَم يَفسُق رجع كيوم ولدته أمه» [رواه البخاري برقم (1449)، ومسلم برقم: 438 - (1350)، عن أبي هريرة رضي الله عنه].
أركان الإيمان
الإيمان لغة: هو التصديق بوجود الشيء، اصطلاحاً: هو ما انعقد عليه القلب، وصدّقه اللسان , وعملت به الجوارح والأركان، وأركان الإيمان ستة كما أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح الذى أخرجه الإمام البخاري من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه عندما قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ( فأخبرني عَنْ الإيمان؟ قَالَ: أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛وتؤمن بالقدر خيره وشره )
وأركان الإيمان ستة وهي
-
الإيمان بالله عز وجل: هو أن نجزم ونكون على ثقة تامة بأن الله سبحانه وتعالى موجود وهو ربٌ وإلهٌ ومعبودٌ وأنه وحده لا شريك له، وأن نُؤمن بصفاته وأسماءه، التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، من غير تحريفٍ أو تشبيه لها بصفات خلقه وتكييف أو تعطيل، ومن خلال التدبر في هذا الكون كله وفي أنفسنا.
-
الإيمان بالملائكة : هو أن نجزم ونكون على ثقة بأن الله قد خلق الملائكة من نور، وهم مخلوقاتٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، قال الله عز وجل:" لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" سورة البقرة الآية (177 ). وهذا برهان ودليل على وجود الملائكة ووجوب الإيمان بهم.
-
الإيمان بالكتب السماوية: هو الإيمان بوجود الكتب السماوية والتصديق بها، بشرط أن نُصدق بها فقط إذا لم تكن تشمل أي تحريف أو تزييف، ومن هذه الكتب السماوية التي أنزلها الله عز وجل على الأنبياء والمرسلين: القرآن الكريم، الإنجيل، التوراة، الزبور، ومنها ما لم يُسمى، قال تعالى في كتابه العزيز:" إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى" سورة الأعلى الآية18/19 وهذا دليل على أن هُناك صُحفاً أخرى لم تُسمى.
-
الإيمان بالرسل والأنبياء: هو الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين الذين تم ذكرهم في الكتاب العزيز القرآن الكريم، والتصديق بهم جميعاً وعدم الكفر بهم، وتم ذكر في القرآن الكريم 25 رسول ونبي، وهم: آدم، نوح، ادريس، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، اسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ومُحَمَّدْ خاتم الأنبياء والمرسلين، ويجب على المؤمن الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين أيضاً، والتصديق برسالتهم ونبوتهم، ويُعتبر الإيمان بالأنبياء والرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان.
-
الإيمان باليوم الآخر: هو الإيمان والتصديق بجميع ما أخبرنا به الله عز وجل ورسوله، مما يكون بعد موت الإنسان، من فتنة القبر وعذابه والحشر والبعث ونعيم القبر والميزان والحساب والحوض والصراط المستقيم وشفاعة الله ورسوله والجنة والنار، وما سيحدث للإنسان بعد الموت.
-
الإيمان بالقدر خيره وشره: هو الإيمان بالأعمال خيرها وشرها، فكل ما في الوجود من خير فهو يحدث بتقدير من الله سبحانه وتعالى ومحبته ورضاه، وأعمال العباد التي تكون من شر فهي أيضاً بتقدير من الله سبحانه وتعالى، ولكن ليس بمحبته ورضاه، وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على ذلك، فقال الله سبحانه وتعالى:" إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"، وهذا دليل وبرهان للناس أن الله هو الذي يُسير الأمور على هذه الأرض والتصديق بها هو شرط من شروط إيمان المُسلم.
حفظ سور قصيرة مختارة من القرآن الكريم
-
سورة الفاتحة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
-
سورة الكوثر
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
-
سورة الإخلاص
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
أحكام الوضوء والطهارة
-
أنوي الوضوء بقلبي وأقول "بسم الله"، ثم أغسل الكفين ثلاثاً.
-
أتمضمض ثلاثاً وذلك عن طريق وضع الماء في الفم ثم إخراجه.
-
أستنشق ثلاث مرات وهو جذب الماء عن طريق النفس إلى الأنف وأستنثر ثلاثاً.
-
أغسل الوجه ثلاثاً، من منبت شعر الرأس وحتى أسفل الذقن، ومن الأذن إلى الأذن.
-
أغسل اليدين مع المرفقين ثلاثاً. (والمرفق هو المفصل الذي بين العضد والساعد). وأبدأ باليد اليمنى.
-
أمسح الرأس مرة واحدة. (أبدأ من مقدمة الرأس حتى آخره، ثم أرجع).
-
أمسح الأذنين، ببقايا الماء الذي مسحت به الرأس.
-
أغسل الرجلين مع الكعبين ثلاثاً مع تخليل المياه بين الأصابع.
بعد الإنتهاء من الوضوء أقول: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.)
كيفية الصلاة
-
أكبر تكبيرة الإحرام، أتوجه إلى القبلة قاصدا بقلبي الصلاة ولا انطق بلساني فلا أقول (نويت أن اصلي الظهر مثلاً) فالنية محلها القلب ثم ارفع يدي إلى شحمة الأذنين وأقول (الله أكبر).
-
أضع يدي اليمنى على اليسرى أسفل الصدر واقرأ الفاتحة ثم ما تيسر من القرآن.
-
أركع وظهري مستوي ثم أقول: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات.
-
أرفع من الركوع معتدلاً قائلاً (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد).
-
أسجد مكبرا (الله أكبر) واضعا جبهتي وأنفي وكفي وركبتي وأصابع رجلي على الأرض وأقول (سبحان ربي الأعلى).
-
أعتدل جالسا مع قول (الله أكبر) واضعا الكفين على الركبتين وأقول (اللهم اغفر لي وارحمني واعف عني)
-
أقرأ التشهد: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله. اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
ملاحظة: السجود الثاني وهو يتكرر بعد كل ركعة فإن كانت الصلاة ثنائية مثل صلاة الفجر نقرأ التشهد بعدها والصلوات الإبراهيمية. وإن كانت ثلاثية مثل صلاة المغرب بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية نقرأ التشهد فقط وبعد الركعة الثالثة والأخيرة نقرأ التشهد بعدها والصلوات الإبراهيمية.
أما إن كانت الصلاة رباعية مثل صلاة الظهر والعصرفنقرأ التشهد فقط بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية وبعد السجدة الثانية من الركعة الرابعة نقرأ التشهد والصلوات الإبراهيمية.
-
أسلّم عن يميني، ثم يساري، قائلاً السلام عليكم ورحمة الله.