كان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مستشاراً للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن الصحابة المقرَّبين إليه. يُعرف بأسماء وألقاب مثل: أمير المؤمنين، وأبي حفص، والعدوي، والقرشي، إلا أنه اشتُهر بلقبه "الفاروق"؛ ومعناه مَن يفرق بين الحق والباطل، وهو من العشرة المبشَّرين بالجنة، ومن الخلفاء الراشدين، وقد تزوج سيدُنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بابنته السيدة حفصة رضي الله عنها. وكان الفاروق -رضي الله عنه- من الزهُّاد، واشتهر بعدله وقوَّتِه في الحق؛ حيث كان لا يخاف في الله لومة لائم. قتَلَه العبد فيروز أبو لؤلؤة المجوسي في السنة 23هـ، الموافق 7 نوفمبر 644 م.
خلافته وإسهاماته
كان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه، وهو الخليفة الثاني بعد أبي بكر رضي الله عنهما- رائداً في الشؤون المدنية، وقد حقَّق إنجازاتٍ كثيرة؛ فعلى سبيل المثال كان أوَّل من طبَّق نظام الوزارة العامة؛ حيث تُحفَظ سجلاَّتُ المسؤولين والجنود، واحتفظ أيضاً بسجلٍّ يحتوي على الرسائل التي كان يبعثها إلى الحكَّام ورؤساء الدول، وكان أوَّلَ مَن عيَّن: صاحبُ الأحداث (رئيس الشرطة المسئولة عن الحِفاظ على النظام المدني)، وأوَّل مَن أدَّب المواطنين عندما بدأوا يُخلُّون بالنظام، وأول مَن وحَّد الناس في صلاة التراويح، وقام أيضاً بتوسيع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
ابتَكر الفاروقُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- النظام البريدي، وأدخل منصب: الكاتب (كبير أمناء السِّر)، وكان أوَّل مَن عيَّن كاتب الديوان (أمين السرِّ العسكري)، وصاحب الخراج (جامع الإيرادات)، وفضلاً عن ذلك كان أوَّلَ مَن عيَّن مسؤولاً عن الخزانة وكبيرَ قضاة يَرأَسُ النظامَ القضائي.